بالفيديو قصة الجيش العراقي منذ تأسيسه حتى اليوم في أقل من ٥ دقائق
الجيش العراقي أسّس عام 1921عبر فوج "الامام موسى الكاظم" كنواة للقوات البرية، ثم ليتكامل بعد ذلك عبر تشكيل القوتين الجوية عام 1931 والبحرية عام 1937.
عدم تعامل الطبقة السياسية مع الجيش العراقي على انه مؤسسة مستقلة أدى به الى اشكالات عدة وجعله يعيش فترات حرجة عبر تاريخه الطويل.
أولها، أنه بات وسيلة لتحقيق أهداف سياسية داخلية تمحورت حول تغيير الأنظمة السياسية عبر الانقلابات التي كان اولاها في شباط عام 1936 في الحركة المعروفة بانقلاب بكر صدقي وآخرها في السابع عشر من تموز عام 1968 والذي أوصل البعثيين للحكم، مرورًا بحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1963، وانقلاب عبد السلام عارف في نفس العام.
قوة الجيش العراقي الذي كان يصنف الخامس في المنطقة جعلت البعض من السياسيين العراقيين يطمح للعب دور محوري في الاقليم والمنطقة ليُدخِلَ الجيش العراقي سلسلة حروب منهكةْ، كان ابرزها الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي والتي استمرت لثماني سنوات، ليدخل الجيش العراقي بعدها حربًا اخرى إثر اجتياحه الكويت وهي حرب اقنعت المجتمع الدولي بضرورة تغيير الواقع السياسي في العراق ما كلّف البلاد كثيرا.
عام 2003 كان نقطة فاصلة نقلت العراق الى مرحلة سياسية جديدة عبر حرب عالمية، أهم ما خسر فيها العراق سيادته وجيشه الذي حل من قبل الادارة المدنية برئاسة الحاكم الاميركي بول بريمر، ليعاد تشكيله من جديد بعد ذلك، ولكن وفق قواعد ليس من شأنها بناء جيش وطني متماسك وعلى رأسها المحاصصة الطائفية، وبذلك تكون الطبقة السياسية قد أورثت الجيش امراضها التي لاتعد ولاتحصى.
عودة الجيش الى الساحة بعد 2003 كانت في أجواء تغيب عنها الهوية الوطنية وتحضر فيها الهويات الطائفية والعرقية بقوة، فبات حال الجيش العراقي كحال باقي مؤسسات الدولة يعاني مما يسمى بأزمة الهوية، ما جعله مرفوضا من مكونات معينة ومقبولا لدى أخرى.
عام 2014 هو الآخر كان مفصلا مهما في تاريخ الجيش العراقي . مسلحو تنظيم داعش يسيطرون على الموصل وعدد كبير من المدن العراقية في جولة كشفت حسب خبراء عسكريين عن هشاشة هذه المؤسسة فضلا عن ضعف قياداتها وفشل ادارتها واشياء أخرى كثيرة، وهي أسباب دعت المرجعية الدينية والعشائر وبعض التيارات السياسية الى بناء قوى ساندة للجيش لمعالجة الأوضاع الخطيرة التي سببها دخول داعش الى المدن العراقية.
عام 2015 لم يخلُ كذلك من جديد في ملف بناء وهيكلة المؤسسة العسكرية، حيث قام القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي باحالة أكثر من ثلاثمئة من ضابط الجيش على التقاعد، وهي عملية سبقتها أخرى تضمنت إقالات وإحالات على التقاعد وتعيينات جديدة طالت ضباطا كبار في الجيش، قيل انها جاءت بناء على تقارير ودراسات أوصت باعادة هيكلة هذه المؤسسة لاسباب كثيرة أهمها الترهل وزيادة المناصب اضافة الى تنقيتها من نفوذ الاحزاب السياسية.
المؤسسة العسكرية أنهت العام 2015 تحرير أجزاء كبيرة من الرمادي في إنجاز يؤشر ربما الى أنها بدأت تسير بالاتجاه الصحيح، ولكن ذلك لايمنع من القول أنها بحاجة الى استعادة هويتها الوطنية لتكون مؤسسة منزوعة التوجهات السياسية والطائفية لتستعيد بذلك عراقيتها خالصة.
يمكنكم مشاهدة التقرير على الفيديو أعلاه.