قصة "ليلى والنور الخفي"

Channel:
Subscribers:
271
Published on ● Video Link: https://www.youtube.com/watch?v=vVzM-Z7fEQc



Duration: 0:00
2 views
0


العنوان: "ليلى والنور الخفي"

في قريةٍ صغيرةٍ بين الجبال، كانت تعيش طفلةٌ تُدعى ليلى. لم تكن كسائر الأطفال، فقد فقدت والديها في حادث أليم وهي في الثالثة من عمرها. ومنذ ذلك الحين، عاشت في دارٍ للأيتام، مع أطفالٍ كثيرين لا يملكون أُسرًا.

كانت ليلى هادئة، تحب الجلوس بجوار النافذة، تنظر إلى السماء وتتخيل أن والديها هناك، يرسلان لها السلام مع الغيوم. رغم الحزن الذي في قلبها، كانت تبتسم دائمًا، وتمنح من حولها الدفء بحنانها.

كلما شعرت بالضيق، كانت تذهب إلى الحديقة الصغيرة خلف دار الأيتام، وتهمس للزهور بأمنياتها. كانت تقول: "أتمنى أن أجد يومًا عائلة تحبني... أو أن أجد صديقًا لا يرحل."

وذات مساءٍ بارد، بينما كانت تمشي وحدها في الحديقة، سمعت صوت مواء ضعيف. اقتربت لتجد قطة صغيرة ترتجف من البرد. حملتها بين يديها، ولفّتها بوشاحها الوحيد، ثم أخذتها إلى غرفتها. أسمَتها "أمل".

منذ ذلك اليوم، أصبحت "أمل" صديقتها الوفية. كانت تلعب معها، وتتحدث إليها، وتقسم معها طعامها القليل. بدأت الحياة تبتسم لليلى من جديد.

لاحظت مديرة الدار حب ليلى للحيوانات، فقررت تسجيلها في ورشة للأطفال لتعلُّم العناية بالحيوانات. وهناك، أُعجبت بها سيدة طيبة تعمل في مركز لرعاية الحيوان. كانت ترى في ليلى قلبًا نقيًا وحنانًا نادرًا.

وبعد زياراتٍ متكررة، قررت السيدة أن تتبنى ليلى. وهكذا، انتقلت ليلى إلى منزلٍ جديد، مليء بالحب والدفء. ذهبت إلى المدرسة، وبدأت تحقق حلمها: أن تصبح طبيبة بيطرية، تعالج الحيوانات الضعيفة وتنقذها، كما أنقذت "أمل" يومًا ما.

مرت السنوات، وكبرت ليلى. أصبحت طبيبة ناجحة، لكنها لم تنسَ الماضي. بل كانت تقول دومًا:

"من قلب الحزن، يولد الأمل... ومن بين الدموع، يشرق النور."